Image

خطوة… ومن أول الحياة

كل عام تقريباً، تشغلني فكرة الكتابة عن الشباب، ماذا يجبُ أن يكونَ مصيرهم وسط هذا السيلان المعرفي الحر؟ وكيف يمكن أن نقرأ وجودهم في خارطة الحياة؟ وماهي العقبات التي قد تواجههم من كل هذه المؤثرات الحديثة؟ وإلى أين سوف تذهب هذه القدرات بعد أول خطوة تحققها؟! خطوة الميلاد الأولى في درجات سلم الحياة.

يقولُ الكاتب الفرنسي الشهير فولتير: «الصحافةُ هي آلةٌ يستحيلُ كسرها، وستعملُ على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشئ عالمًا جديدًا.» لعل ارتباط الصحافة والإعلام عموما بالمجتمع له خصوصية عالية ودقيقة، لا كما قد يراه البعض، فإذا كانت الدول بحاجة إلى طبيب أو مهندس أو عامل أو شرطي أو محامي من أجل أداء وظيفة معينة في الحياة، الصحافة تبقى هي الركيزة الرابطة بين كل هؤلاء، هي قُمرة قيادة هؤلاء، وجهاز التحكم الذي يدير وينقل ويتحكم بالحياة، ويبعثُ الرسائل ويقدم العون ويدفع عجلة التنمية إلى الأمام.

مع ذلك تبقى الفكرة ليست في فروع المعرفة ولا في فرع من فروع العلم أو وظيفة معينة، بل الفكرة الأساسية هي قدرة الشباب على تجاوز عقبات الحياة، وكسر جمود العادات المتبعة في نقل المعرفة، وإيجاد فرصة حقيقية تحمل قيم سامية من أجل حماية المجتمع، وإعادة تنشيط الوعي المجتمعي بدون إهدار الطاقات في مسارات وتشعبات لا جدوى منها، وليست في صالح أحد، لا الفرد ولا المجتمع.

وفي عالم اليوم، حيث أصبحت التكنولوجيا هي المحرك العام لحياة البشر وعالمهم الحديث، أصبح على الشباب تجاوز وعيهم التقليدي إلى مسارات البحث والتنقيب في كل ما يساعدهم على القفز والتجاوز، وإيجاد نقاط تميزهم في أي مجال. الخروج الأول والميلاد الأول خطوة مهمة لعبور الحلم، لكن الحلم لا يظل حلما إلا حين يستمر على الدوام، والحياة الآن تقدم فروعها المعرفية والعلمية، ومالم تشارك في سباق الحضارة وتبدأ خطواتك الطويلة في مجالك الخاص، المجال الذي تعي جيدًا بأنك قادر على خلق تميزك من خلاله، سوف تظل في مكانك، لهذا في مسارات الحياة الحديثة عليك اختيار خطواتك سريعا، والمجالات مفتوحة لتحقيق الحلم، وبيدك وحدك أيها الشاب الظهور والتواجد وبيدك أيضا التواري والأفول.

ختاماً.. لا يمكن لأي مجتمع أن يتوقف عند عمر معين أو عند مجموعة معينة من البشر، الحياة ترحل للأمام والشباب هم العجلة الوحيدة التي تقفز إلى المقدمة كل عام، هم أمل الأمة في النجاة من مستنقعاتها التي لابد أن توجدَ، ولابدّ أنْ يكونَ لها حلا، هم تلاميذ اليوم وأبناء اليوم وشباب اليوم، وهم أيضاً رجال ونساء المستقبل، واساتذة ومعلمات المستقبل، وٱباء وامهات المستقبل، لهذا وجودهم الآن وحضورهم وثقافتهم ووعيهم سوف ينعكس على المجتمع بعد سنوات، والأمل مكتوب على نواصيهم، والتوفيق حليفهم دائما، وبين أيديهم وحدهم، قيادة المجتمع إلى الأمام؛ من أجل حفظ الهوية، والمشاركة في سلم الحضارة، وبناء الأوطان وحماية ورعاية السلام.

الملف الشخصي للكاتب

خالد الضبيبي
آخر مقالاته

Scroll to Top