يعرف التسويق بانه البحث عن رغبات واحتياجات الآخرين وأن نسدها بخدمة أو منتج وهذا المنتج يقدم بعد دراسة الجمهور المستهدف وخصائصه الديموغرافية وتحديد السعر بما يتناسب مع الجمهور والترويج لها، وتوصف بيئة الأزمات على أنها البيئة الخصبة للاستزادة من المال وهذه قاعة عالمية في بيئة التسويق.
يقول “بن حيدر” التسويق الإلكتروني في اليمن لا يزال في مرحلة الوعي، والانفاق على التسويق الإلكتروني في اليمن لا يتجاوز 3.5 مليون دولار وهذا يرجع إلى قلة الوعي بالتسويق وتأثيره وعوائده على الشركات، الإعلان عبر المشاهير مشكلة مركبة بين الشركات والمؤثرين وطريقة تفكيرهم في تقديم خدماتهم للناس وما بين الشركات في عملية تحليل واختيار المؤثر، ولتسليط الضوء على التسويق الإلكتروني وواقعه في اليمن “نِقاط” قابل أستاذ واستشاري التسويق والاتصال “عبدالجليل بن حيدر”.
“عبدالجليل بن حيدر استشاري في التسويق في العديد من الشركات باليمن، يعمل فيه منذ عشرين عام، متنقلًا ما بين الوظيفة والعمل الحر، بكالوريوس إذاعة وتلفزيون جامعة العلوم والتكنولوجيا، تمهيدي ماجستير في إدارة التسويق، بن حيدر: عصامي آمن بأن الحياة فرصة أن تراكم الخبرات هي الوقود وأن منعرجات الحياة ضرورية للانتقال إلى محطات النجاح التالية”
يقول بن حيدر في مقابلة سابقة له على منصة قمرية أن التسويق عمره ما كان لزيادة بيع منتج بل عرف التسويق على أنه البحث عن رغبات واحتياجات الناس وسدها بمنتج أو خدمة، وأن كل الناس من حولنا تحتاج منتج للاستهلاك أو خدمة لتحل بها مشكلة وبالتالي جميع الشركات تتنافس على سد احتياجات ورغبات الناس، ومن جهة أخرى يعرف التسويق بأنه البحث المستمر والدائم في عملية متصلة ومستمرة ما استمرت هذه الشركات ومكاتب مقدمي الخدمات في تقديم خدماتهم للناس، أي باختصار التسويق هو البحث المستمر لاحتياجات ورغبات الجمهور المستهدف والذي نسميهم “زبائن”.
تقسيم
التسويق ليست عملية سهلة يستطيع أن يقوم بها جميع الناس بل هو علم له أركان وأساسيات، حيث يقول “عبدالجليل” أن هذا العلم يعتمد اساسيًا على دراسة حاجة الجمهور المستهدف، ودائمًا التسويق الناجح هو الذي يقسم الجمهور إلى مجموعات صغيرة وفقًا للنطاق الجغرافي، الآعمار، العادات والتقاليد، ومستوى الدخل.
كل هذا يساعد في معرفة الجمهور حتى يمكن تقديم المنتج، ويذلك يوضع وفقًا لفئات متعددة في السعر ليتسنى للمستهلك حرية القرار والاختيار فينعكس إيجابًا على نسبة المبيعات التي لن تكتمل إلا بتوافر أركان التسويق منها أن يكون هناك منتج وجمهور مستهدف يوضع له سعر مناسب لحاجته ثم يعلن عن تلك الخدمات حتى يعرفها الجميع.
بيئة خصبة
وعن واقع السوق المحلي في اليمن يقول “بن حيدر” أن السوق اليمني خصب جدًا لمن يقدم للناس ماذا يحتاجون، وفي الآونة الأخيرة نجد أن كثير من الناس يشتكون من الركود الاقتصادي وقله القدرة الشرائية، والسبب هو متفرع والمسالة شائكة، نستطيع أن نقول ان الوضع الاقتصادي سبب كبير جدا والناس ليست قادرة على الشراء، لأنها لا تمتلك السيولة، ولكن ليس كل المجتمع لا يمتلك السيولة، مثل ما يوجد ناس يدون مرتبات هناك من يمتلك مشاريع خاصة، هناك من يستلم بالريال اليمني وهناك من يقبض بالعملة الصعبة، وهذا يدل على تنوع طبقات المجتمع وتنوع القدرة الشرائية، “ويضيف” في حديثه “لنِقاط” أن بيئة الأزمات تصنف على أنها البيئة الخصبة للاستزادة من المال وهذه قاعة عالمية في بيئة التسويق وبالتالي يبقى عليك معرفة ماذا يحتاج هذا المجتمع والمنتجات التي تتناسب معه وتعرف كيف تسوق لها.
ويرى بن حيدر أن التسويق الحديث يعتمد على نفس استراتيجيات التسويق التقليدي في نهاية المطاف ولكن يستخدم الوسائل الحديثة الرقمية التي وفرت فرص حقيقة للوصول لهذا الجمهور، ويعتبر التسويق الإلكتروني أفضل من خلال العوائد والتكلفة والمجهود الذي يبذل فيه، وعن اختلاف عملية التسويق باختلاف المنتج يقول “بن حيدر” أن لكل سلعة أو خدمة طرق وآليات تتناسب مع عملية إطلاق الخطة التسويقية بهذا المنتج، بسبب اختلاف احتياج الجمهور لهذه السلعة وحجم الاستهلاك، وكذلك حجم التنافس حول هذه السلعة، إضافة إلى سعر تكلفة وجودة المنتج، والطبقة التي يخاطبها.
استراتيجية فاعلة
أفضل طريقة للتسويق هي تلك التي يتبعها الجمهور المستهدف، حاليا إذا طبقنا هذا الأمر على اليمن فنجد أن أغلب الجمهور يتواجد على منصات التواصل الاجتماعي وتحديدً على فيسبوك والإنستغرام إلى حد ما، وبالتالي هذه المنصات التي يفضلها جمهوري المستهدف هي القنوات الصحيحة التي أصل من خلالها إليهم.
أما عن طريقة استخدام المؤثرين والمشاهير في الإعلان فيقول “عبدالجليل بن حيدر” أنها ليست طريقة بل هي استراتيجيه فاعلة وتؤتي ثمارها في مختلف المجالات وتسمى استراتيجية التسويق عبر المؤثرين والمشهورين، ولكن لها أسس ودراسات فعند دراسة الجمهور المستهدف يجب دراسة من هو المشهور الذي من خلاله نصل للجمهور، وضرورة تحليل صفحات ومنصات المؤثر من خلال عدد المنشورات وحجم التفاعل ونوعيته، والتركيز على المشاهير المتخصصين في مجال يناسب منتجك، وفي ذات السياق يرى “بن حيدر” على المؤثر أن يدرس المنتج والشركة التي يقدم لها الإعلان، حتى يحافظ على الثقة التي بينه وبين متابعيه، إلا أنه في الآونة الأخيرة شاهدنا تكرار المؤثرين إعلانات لنفس المنتج ونفس المحتوى ويرى أن المشكلة \ تبدأ من صاحب المنتج من خلال اختيار المؤثر وكذلك من المؤثر إذا كان هدفه الحصول على المال سوف يعلن للناس جميعًا، ونستطيع القول أنها مشكلة مركبة بين المؤثرين وطريقة تفكيرهم وما بين الشركات في عملية تحليل واختيار المؤثر.
مرحلة الوعي
وعن مدى اعتماد الشركات والبراندات اليمينة على التسويق الإلكتروني يجيب “بن حيدر” أن التسويق الإلكتروني في اليمن لا يزال في المرحلة الأولى وهي مرحلة الوعي بأهمية التسويق والاستثمار فيه، فلا نستطيع القول أننا وصلنا إلى مرحلة احترافية من التسويق الرقمي لأنه متعدد ومتنوع، وأشار إلى أن التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي يعد الأكثر استخداما في اليمن في الوقت الحالي، ويضيف أن من أهم الحالات التسويقية التي كانت فاعلة في اليمن إلى حد ما قبل دخول منصات التواصل الاجتماعي هي البريد الإلكتروني وهو واحد من أهم القنوات للتسويق الإلكتروني لأنه يعتبر استهداف شخصي مباشر فالرسالة مخصوصة لك وتخاطبك بشكل مباشر فتشعر بالصداقة وبودية هذا الاتصال عكس منصات التواصل الاجتماعي الذي يصل فيها الإعلان إلى عدد كبير جدًا فتشعر أنك من ضمن الذين ظهر لهم الإعلان ولا يوجد ود أو علاقة ثنائية في الاتصال.
مصروفات فائضة
وللتوضيح أكثر على العائد ومستوى تفاعل الشركات مع هذا النوع من التسويق يوضح “بن حيدر” أن هذا الأمر يعتمد على الوعي عند الشركة، فمن يعطي التسويق الالكتروني والرقمي اهتمام بالغ ويؤمن بأهميته وفائدته سيعود بالنفع عليه، ولكن الأغلب يعتبر التسويق عبارة عن مصروفات فائضة، أو خسارة مبالغ مالية، لذا لا يضعوها ضمن الخطط والموازنة السنوية، ويؤكد “بن حيدر” على أن العملية فعليا تعتمد على الوعي المتأصل عند هذه الشركات والمؤسسات للاستثمار والاستفادة من التسويق الالكتروني وبالتالي يكون العائد على الاستثمار عالي جدًا وفقًا لخططهم ووعيهم بهذا الأمر.
ويقول “بن حيدر” أن حجم الانفاق في اليمن العام الماضي على التسويق الالكتروني قليل وضئيل جدًا مقارنة بالدول الأخرى، فليس هناك رقم فعلي عن حجم الإنفاق ولكنه لم يتجاوز 3.5 مليون دولار تقريبًا، ويرجع السبب في ذلك إلى قلة الوعي بالتسويق وتأثيره وعوائده على الشركات.
تعليم ذاتي
ويعرف بن حيدر المسوق الإلكتروني بأنه شخص آمن بضرورة هذه المرحلة في التسويق والتطور الذي يحصل من حوله وبالتالي استعد لهذه المرحلة بعملية التخصص والمهنية والتدريب ومتابعة كل ما هو جديد في هذا المجال والتخصص في جزئيه من جزئياته، ويضيف أن المسوق الإلكتروني ليس من يعرف كل شيء عن التسويق بل هو المختص بمجال محدد من مجالات التسويق الإلكترونية المتعددة.
ويرى أن المسوق الرقمي اليمني هو شاب طموح ومجتهد، فكل المهارات التي تلقاها عبارة عن تطوير ذاتي بسبب عدم وجود تخصصات جامعية والوعي بهذه التخصصات ابتدأ من المدارس أو المعاهد التقنية وكذلك الجامعات، فالأمر يعتمد على التعلم والتطور الذاتي وبالنفقة الخاصة، ويتابع حديثه قائلًا: إن تخصص المسوق اليمني في مجالات محددة سيكون متميزًا ومنافسًا في السوق المحلي والعالمي.
عملية ربحية
في ذات السياق يضيف “بن حيدر” أنه لا توجد تخصصات جامعية في اليمن ولا يوجد وعي بضرورة هذه التخصصات حيث يرجع السبب في ذلك إلى أن الجامعات اليمنية أخذت العملية كتجارة قبل ان تكون تخصصًا، حيث يعتبرونه مشروعًا استثماريًا يحقق دخلًا وايرادًا لصاحب هذه المؤسسة في المقام الأول، وبالتالي درسوا ما هي الكليات والتخصصات المطلوبة من ناحية جمهورهم المستهدف مثلها مثل أي عملية تسويقية.
ومن أهم المشاكل التي يواجها الطالب بعد التخرج هي أن أغلب الشركات تفضل الخبرة في المقام الأول على خريجي الثانوية حيث يعتبر “عبدالجليل بن حيدر” المشكلة هنا مركبة، “ويقول” صحيح الخبرة مطلوبة في أي مكان في الحياة ولكن وفقًا لاستراتيجيات عدد ساعات عمل خبرة معينة، ويجب أن يكون هناك تطبيق عملي لهؤلاء الطلبة في الجامعات والتعاقد مع الشركات داخل السوق لينزل الطالب ويطبق فيها عدد ساعات معينة، في الجانب الآخر صاحب رأس المال، لا يمكن أن يوظف شخص عنده شهادة فقط دون أن ينظر إلى خبرته في سوق العمل.
الاكاديمية مقابل الخبرة
ويضيف يجب أن نكون منصفين، أولًا ليست كل الشركات صارمة إلى هذا الحد، وغالبًا يوضع شرط الخبرة من أجل تقليل حجم الطلب لهذه الوظيفة حتى يستطيعون الفرز، والأجدر هنا هو من يثبت نفسه في المقابلات.
ويختتم كلامه قائلًا: أن الناس التي تعتمد على التعليم الجامعي تخرج بمسار أكاديمي ضئيل جدًا، لكن الطالب المجتهد يتخرج من الجامعة ولديه مشروع خاص، وهذا يدل على أن هناك فرق بين الطالب الذي يطور من قدراته، والطالب الذي يعتمد على المسار الأكاديمي ومرتبة الشرف وفي النهاية يجد نفسه بدون خبرة، فيصعب عليه الحصول على فرص عمل، مما يجعله يقبل بعائد مادي قليل مقابل حصوله على الخبرة.
الملف الشخصي للكاتب
آخر مقالاته
- رأييوليو 26, 2024صفحة من كتاب شهارة
- حواريونيو 3, 2024عبد الجليل بن حيدر: الانفاق على التسويق الإلكتروني في اليمن لا يتجاوز 3.5 مليون دولار