Image
  • Home
  • أهم المقالات
  • “الفن اليمني القديم إرث أجدادنا… سهى المصري الفن اليمني قريبًا سيكون في العالمية

“الفن اليمني القديم إرث أجدادنا… سهى المصري الفن اليمني قريبًا سيكون في العالمية

للفن قيمة روحية كبيرة في مخاطبة العوالم الداخلية وتسلية الروح وترجمة المشاعر، فالفن يستطيع أن يجسد اللحظة ويخلق جوًا مناسبًا للفرح والسفر نحو الخيال والتأمل، فهو قادرًا على التلاعب بالنفس البشرية كيفما يشاء وصناعة المتعة، فالحياة بكامل تفاصيلها عبارة عن فن مستوحى من الطبيعة، والإنسان دائمًا يقترب من الأشياء التي تضفي لحياته التناغم والارتواء؛ لأجل أن يجد السكون والتكيف مع النفس والتعامل مع الحياة على أنها الأداة التي يعزف عليها كل أفراحه وأحزانه وتخليدها بالفن القادم منها والعائد إليها.

“سهى المصري” فنانة يمنية من مواليد محافظة عدن لأب ذماري وأم تعزية، لمعت كفنانة من خلال ظهورها في برنامج ذا فويس ولها العديد من الأغاني التي حققت ملايين المشاهدات، بالإضافة إلى أنها دبلوماسية وتعمل في وزارة الخارجية “سكرتير أول” وكذلك إعلامية وقدمت برامج تلفزيونية في قناة بلقيس ومنها “كشك الصحافة”.

شيخ الأزهر

أعتاد الإنسان أن يقف في كل مرحلة من حياته والتنقل بين المنعطفات التي تصقل مواهبه وتجعله في القمة “سهى المصري” الفنانة اليمنية التي كانت مع كل تنقل تكتسب شيئا يزيد من جمال صوتها، وترسم الدهشة على قلب كل من يسمعه، فمعَ دخولها المدرسة بدأ صوتها يلفت الأنظار وكان أول من أعجب به أستاذ التربية الإسلامية “شيخ من شيوخ الأزهر” وما زالت إلى الآن تكتشف صوتها.

حنجرة يمنية

في برنامج “ذا فويس” كانت لجنة التحكيم تعطي ظهرها للمتسابق، فإن أعجبه الصوت يحرك عجلة الكرسي للالتفات إلى المتسابق. “يا ليل يا جامع على الود قلبين” صوتٌ معتق بالحنين، قادم من بلادٍ تعشق الفن وتنتمي إليه وتحمله فتاة لتقدمه نيابة عن شعب انحصر فنه في المحلية، لتلتفت اللجنة كلها إليها وتتراقص مع نغمات صوتها، الذي تصفق له أيادي 40 مليون في الأرياف والجدائل وعلى موارد الماء ومدارب السيل والمدن والمنفى ومواطن الغربة، لتخبر الجميع أنه قادم من اليمن، من خلال الزي التراثي الذي ترتديه والحنجرة التي تتغنى بها.

الإعلام والدبلوماسية

ترحلت “سهى” بين الدول مع إبداعها وعملت على نشره من خلال الإعلام الذي اشتغلت فيه لفترة من الزمن، وقدمت برامج تلفزيونية كانت تخطف الأنظار لأنها تمتلك الصوت والحضور والإبداع، فتجاوزت الجغرافيا بمواهبها المتعددة التي لا تنحصر في إطار معين، فهي تعمل أيضًا في السلك الدبلوماسي.

وعن نظرتها للفن اليمني تقول إنه إرث وعلم أغترف منه ولا أكتفي. وكثيرًا ما نرى أن الفن اليمني القديم يختلف عن الحديث فترى “سهى” من زاويتها أن الفن اليمني القديم يعد إرث أجدادنا وجيلنا سيأتي دوره ليكون إرثا لأجيال قادمة.

تغير الأنماط

في السنوات الأخيرة شهدت الساحة اليمنية إنتاج العديد من الأغاني الجديدة التي خرجت عن الأنماط القديمة، فتقول “سهى” أن الأغنية اليمنية كسائر الأغاني العربية، تأثرت بالذائقة النهمة وخرجت عن القواعد، والفنان اليمني بحد ذاته عليه أن يخرج من جغرافيته ليوصل صوته لتلك البيئة الطاردة للفنان اليمني؛ لذلك عليهم تغيير أنماطهم الموسيقية الأم ليواكبوا الذائقة الفنية لكافة الجمهور العربي.

دعم محدود

ودائمًا ما نرى الجمهور اليمني يتساءل عن الفرق بين الفن اليمني والعربي، فتجيب “سهى” إن اللهجات والألوان الموسيقية والايقاعات تحتاج أن تنتشر، وبالنسبة للإنتاجات التي قد تخدم ذلك، تعمل بما تيسر لها من دعم محدود سواء من ذوي الاهتمام أو من المال الشخصي للفنان، وهذا ما يجعل الفن اليمني يُقدّم بجودة أقل مقارنة بالفن العربي.

تتحدث سهى عن المعلقات الفنية دائمًا في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما سألناها عن المعلقات وماذا تعني لها، تقول إنها علم وليس إرثًا أدبيًا فقط، ونحن نعمل على إحيائه، فمن خلال هذا العلم نستطيع أن نعود بالزمن للوراء لفهم الفطرة والسجية والحمية لمجتمعاتنا عبر العصور، ولمعرفة الدوافع التي قد تحركها في صناعة السلم أو شن الحروب، حتى بعد أن من الله على مجتمعنا بنعمة الإسلام يجب عليه أن يقرأ كي يفقه الأطوار التي مرت عليها اللغة العربية قبل نزول الوحي.

الإعجاب والعالمية

تنقلت الفنانة “سهى” بين الدول العربية وغنت في الكثير منها وقابلت العديد من الجمهور العربي من مختلف البلدان، وتقول أن النظرة التي ينظر بها الجمهور العربي للفن اليمني هي نظرة إعجاب وهذا يحث الفنان على تقديم المزيد.

ومع الكم المتزايد من الأغاني اليمنية الحديثة، ترى “سهى” أن مستقبل الأغنية اليمنية قريبًا سيكون في العالمية، وهذا ما نلاحظه من بعض فناني الجيل الجديد، الذين شكلوا نقلة نوعية بالأغنية اليمنية، ليس في اليمن فحسب بل في الدول العربية من خلال المشاركة في البرامج الفنية العربية التي لها قاعدة جماهيرية كبيرة مما ساعد في نشر الأغنية اليمنية بأنماطها وألوانها المختلفة.

إن الفن اليمني له أسلوب خاص في السيطرة على النفس، لأنه يخاطب العواطف والمشاعر والغريزة، ولكنه لم يلق حقه في الانتشار والظهور بل ظل حبيس المحلية، والسبب يعود إلى غياب مؤسسات الإنتاج الفنية وكذلك القنوات التي تعمل على ترويج الفن وتقديمه إلى كافة أنحاء العالم.

الملف الشخصي للكاتب

أسامة عبدالرقيب
كاتب

Scroll to Top