Image
  • Home
  • تقرير
  • الشضوية… وجبة اليمنيين الربيعية

الشضوية… وجبة اليمنيين الربيعية

تتنوع أطباق المأكولات الغذائية من دولة إلى أخرى ويرجع ذلك إلى تنوع العادات والتقاليد في كل بلد، ولكن من أغرب الأطباق هي التي تكون الحشرات هي المكون الرئيسي فيها، وتعتبر الصين من أكثر البلدان التي تتناول الحشرات، وتعتبرها جزءًا من نظامها الغذائي وتعود أصول تناول الحشرات إلى الآف السنين، حيث كانت تعتبر مصدرًا قيمًا للغذاء في البيئات الريفية والقروية، ويرجع ذلك إلى توفر الحشرات بكثرة وتنوعها في تلك المناطق.

ولكن أن يكون هذا في اليمن فسيبدو الأمر غريبًا في بلد لا يتناول سكانه الحشرات، إلا أن هناك حشرة يعتبرها اليمنيين أكلة مفضلة لديهم، ومع بداية موسم الأمطار في فصل الربيع يخرج الناس إلى تجميع هذه الحشرة التي تسمى (الشضوية)، حيث تختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى ففي بعض المناطق تسمى “الشظوة” والبعض يسميها “شطوة”.

بروتين

ويقول “رائد العريقي” أنه بعد هطول الأمطار يخرج الناس لاصطياد حشرة الشضوية، حيث تسكن هذه الحشرة في باطن الأرض، ويضيف أنهم يصبوا الماء في جحور الحشرات من أجل خروجها ليقوموا باصطيادها.

الشضوية هي واحدة من فصائل النمل الابيض وتسكن في باطن الأرض وتحوي هذه النمل على نسبة عالية من البروتين والمواد الأخرى المفيدة لجسم الإنسان، هذا الأمر جعلها وجبة مفضلة للعديد من الزواحف والطيور حسب تقرير نشر على موقع العربي، حيث تقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية “الفاو” أن هذه الحشرة صالحة للأكل وأنها تفتح المجال للمناطق الفقيرة في توفير الأمن الغذائي، مبررًا ذلك في عدة أسباب أهمها وجود القيمة الغذائية فيها، وانها مورد غذائي لم يستغل بالصورة الكافية، كما انها في بعض الأحيان قد توفر فرص اقتصادية أن استغلت بالشكل المطلوب.

ساخن أو نيء

وتشتهر بعض المناطق الريفية في محافظات تعز، أب وريمة وفي بعض المناطق الأخرى في اليمن، وبحسب “القسام السروري” من أبناء محافظة تعز فإن أهالي المنطقة يقومون بالنفخ في مساكنها حتى تخرج، وتعتبر وجبة حلوة خاصة عند الأطفال، ويضيف: أنهم يتناولونها بطرق عدة إما أن تؤكل وهي لا تزال حية ومع اجنحتها، وهناك من يقوم بقليها في الزيت وتؤكل ساخنة، إلا أن الأغلب يفضل أكلها بعد الطبخ وهذا يعود إلى الرائحة التي تفوح منها مما يعزز في الرغبة لتناولها.

بينما يتسابق أطفال الريف لاصطياد وأكل حشرة الشضوية هناك من لا يطيق رؤيتها فكيف عن أكلها ويقول “عبدالرحمن عبده” عندما اقرأ او أشاهد عن النحل ومملكة النحل وكيف تعيش إضافة إلى شكلها المرعب عن قرب اتسأل كيف تأتيهم الرغبة في تناولها، ويضيف في حديثه لنقاط نحن نعرف من خلال الهرم الغذائي أن الحشرات هو الغذاء الأساسي للزواحف والطيور وليست للبشر

عادة قديمة

الجدير بالذكر أنه لا يوجد هناك أي دراسات أو بحوث علمية حول القيمة الغذائية الموجودة في هذه الحشرة، بل قد يكون الأمر نتيجة عادات وتقاليد منذ زمن طويل، حيث يرجع “الحاج عبدالله” من أبناء محافظة ريمة أن تناول هذه الحشرة يعود إلى فترة صعبة عاشها أجدادنا نتيجة نقص مصادر الغذاء مما كلف الأهالي للبحث عن مصدر لسد جوعهم، ولكن الغريب في الأمر أن هناك دول خارجية وخاصة في القرن الإفريقي يتناولون هذه الحشرة، فهل يعتبر الأمر من باب المصادفة، أم أن هناك قيمة غدائية حقيقة في حشرة الشضوية؟

ومن خلال البحث على الانترنت نجد أن هناك دول عديدة في القرن الافريقي تتناول حشرة الشضوية مثل الكاميرون، اوغندا، زامبيا، ريمبابوي، ونيجيريا إضافة إلى دول أخرى، وتعتير الشضوية طبق شعبي شائع في تلك البلدان.

الملف الشخصي للكاتب

زياد الضيفي
زياد الضيفي
كاتب وصحفي - خريج كلية الإعلام

Scroll to Top